نام کتاب : فصول في الثقافة والأدب نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 35
ومن الغريب أن العمائم البيض كانت في عهد من العهود شعار النصارى، وقد تركوها مدة، فأراد وزير الملك الناصر محمد بن قلاوون سنة 716هـ إعادتهم إليها وزيادة الجزية المفروضة عليهم، فقام بالدفاع عنهم شيخ الإسلام ابن تيميّة، وبذل جهداً عظيماً حتى أبطل ذلك كله.
وأول من أحدث بدعة النِّياحة واللطم في عاشوراء هو معزّ الدولة [1] سنة 352هـ، وأجبر الناس على غلق الأسواق ومنع الطباخين من الطّبيخ، ونصبوا القِباب في الطرق وعلقوا عليها المُسوح، وأخرجوا النساء منتشرات الشعور يلطمنَ في الشوارع يُقمنَ المأتم على الحسين. واستمرت هذه البدعة المنكَرة عشر سنين ثم أُبطلت.
* * *
وفي جمادى الأول سنة 802 هجرية، أي منذ خمسمئة وثلاث وثمانين سنة، هطلت في مكة أمطار شديدة نزلت كأفواه القِرَب، وسال السَّيْل دَفّاعاً متلاطماً، فدخل الحرم حتى بلغ الماء القناديل، ثم دخل الكعبة من شِقّ الباب، وهدم من الرُّواق الذي عند الباب الذي يسمّى اليوم «باب الباسطية» عدة أساطين، وضرب منازل كثيرة، ومات في السيل عشرات.
وحزن الناس لما أصاب المسجد من الهدم وسقوط الأساطين، ولم يعلموا أن سقوط هذه الأساطين سيكون سبباً في [1] اسمه أحمد بن بُوَيه، وهو من ملوك البُوَيهيين في العراق، وكان أيام الخليفة المستكفي (مجاهد).
نام کتاب : فصول في الثقافة والأدب نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 35