نام کتاب : غاية المنوة في آداب الصحبة وحقوق الأخوة نویسنده : حازم خنفر جلد : 1 صفحه : 67
لئلا يثبت في قلوبهم من ذلك شيء، وأشغلوهم بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعجن بها طبائعهم».
وأما الحريص على الدنيا؛ فقد نبه أبو حامد إلى خطر صحبته بقوله: «فصحبته سم قاتل؛ لأن الطباع مجبولة على التشبه والاقتداء؛ بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري صاحبه، فمجالسة الحريص على الدنيا تحرك الحرص، ومجالسة الزاهد تزهد في الدنيا، فلذلك تكره صحبة طلاب الدنيا، وتستحب صحبة الراغبين في الآخرة».
وذكر ابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» عند ترجمته لأبيه القاضي أبي يعلى، أن أبا الحسن _ علي بن المبارك _ النهري قال عنه: وكان ينهانا دائمًا عن مخالطة أبناء الدنيا والنظر إليهم والاجتماع بهم، ويأمرنا بالاشتغال بالعلم ومخالطة
الصالحين.
وذكر _ أيضًا _ عن خاله أبي محمد عبد الله بن جابر بن ياسين، عن القاضي أبي يعلى _ والد المصنف _، أن شيخه إبراهيم الحربي استزاره المعتضد، وقربه، وأجازه، فرد جائزته، فقال له المعتضد: اكتم مجلسنا، ولا تخبر بما فعلنا بك وبما قابلتنا به، فقال له الحربي: لي إخوان لو علموا باجتماعي معك لهجروني.
نام کتاب : غاية المنوة في آداب الصحبة وحقوق الأخوة نویسنده : حازم خنفر جلد : 1 صفحه : 67