ولقد أتانا عن مقال نبينا ... قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي غبار خهل الله في ... أنف امرئ ودخانُ نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا ... ليس الشهيد بميت لا يكذب
* وتقدم قول الإمام أبي محمد على بن حزم الأندلسي رحمه الله:
مُناي من الدنيا علومٌ أبثها ... وأنشرها في كل بادٍ وحاضرِ
دعاء إلى القرآن والسنن التي ... تناسى رجالٌ ذكرها في المحاضرِ
وألزم أطراف الثغور مجاهدًا ... إذا هيعةٌ ثارت فأولُ نافِرِ
لألقى حمامي مقبلًا غير مُدْبر ... بسُمْرِ العوالي والدقاق البواترِ
كفاحًا مع الكفار في حومَةِ الوغى ... وأكرمُ موتٍ للفتى قتلُ كافرِ
فيا ربِّ لا تجعل حمامي بغيرها ... ولا تجعلنِّي من قطين المقابرِ
* وهذا الإمام الجليل أبو القاسم محمد بن أحمد بن جزي المالكي رحمه الله (ت 741 هـ) يقول قبل وفاته:
قصدي المؤمل في جهري وإسراري ... ومطلبي من إلهي الواحد البارِ
شهادة في سبيل الله خالصة ... تمحو ذنوبي وتنجيني من النارِ
إن المعاصيَ رجسٌ لا يُطَهِّرُها ... إلا الصوارمُ في أيمان كفارِ
وبعد أن أنشد الأبيات قال: "أرجو الله أن يُعطيني ما سألتُه في هذه الأبيات"، فأعطاه الله ما تمنى، وقُتل في نفس اليوم في موقعة "طريف" مع النصارى بعد أن أبلى في قتالهم بلاءً حسنًا، رحمه الله، وأعلى درجته في الشهداء.