responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صور وخواطر نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 208
تُعدمنَ وسيلة إلى هداية أخواتكن المسكينات الضالات، فإن لم تستطعن ذلك معهن فاعملن على وقاية السالمات من مرضهن، والناشئات الغافلات من أن يسلكن طريقهن.
* * *
وأنا لا أطلب منكن أن تَعُدْنَ بالمرأة المسلمة اليوم بوثبة واحدة إلى مثل ما كانت عليه المرأة المسلمة حقاً، لا، وإني لأعلم أن الطفرة مستحيلة في العادة [1]، ولكن أن ترجعن إلى الخير خطوة خطوة كما أقبلتنّ على الشر خطوة خطوة. إنكنّ قَصَّرْتُنّ الثيابَ ورفعتنّ الحجابَ شعرة شعرة، وصبرتُنّ الدهر الأطول تعملنَ لهذا الانتقال، والرجل الفاضل لا يشعر به، والمجلات الداعرة تحثّ عليه، والفُسّاق يفرحون به، حتى وصلنا إلى حال لا يرضى بها الإسلام ولا ترضى بها النصرانية، ولم يعملها المجوس الذين نقرأ أخبارهم في التاريخ، إلى حال تأباها الحيوانات.
إن الديكين إذا اجتمعا على الدجاجة اقتتلا غَيْرَةً عليها وذوداً عنها، وعلى الشواطئ في الإسكندرية وبيروت رجال مسلمون

[1] فالليل أسود مظلم والضحى مشرق وضّاح، ولكن الله ما نقلنا من الظلام إلى النور في لحظة، بل هو يولج النهار في الليل فلا تحسّ بهذه النقلة؛ كالعقرب الصغير في الساعة: تراه واقفاً لا يتحرك، ولكن عُدْ إليه بعد ساعتين تَرَه قد مشى. وكذلك ينتقل الإنسان من الطفولة إلى الصبا ومن الشباب إلى الشيخوخة، وكذلك يكون تبدل الأمم وتحولها من حال إلى حال.
نام کتاب : صور وخواطر نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست