نام کتاب : صور وخواطر نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 290
بالفكر والقلم واللسان؟
إننا في أنظارهم «رجعيون» و «جامدون» و «متعصبون» لأننا لم نقل لهم: تفضلوا انتقوا مَن تشاؤون من بناتنا لتصاحبوها في السينمات، وتراقصوها في السهرات، وتأخذوها إلى «البلاجات»! لقد بلغنا من المذلة والضعف أنْ صرنا نخشى اللص ونهرب منه لئلا نُشاهَد متلبسين بهذه الجريمة الهمجية المخالِفة للمدنية والتقدمية: جريمة منع اللص من أن يسرقنا!
لقد تبدّلت المقاييس وتغيرت الأفهام، فصار الناس يُجِلّون البغايا من الممثلات والراقصات أكثر مما يُجلّون الفاضلات الصالحات، ويحترمون المغنين والمغنيات أكثر من احترام المدرسين والمعلمات! "لقد [1] ذهبت أم كلثوم إلى أميركا يوماً فكان السفير المصري في استقبالها! وأم كلثوم مغنية مطربة عبقرية، ولكن ما هي في نظر الإسلام؟ كيف يصف الإسلام المرأةَ [1] ما بين الأقواس (من هنا إلى قوله "البنات موظَّفات مع الرجال" في الصفحة بعد الآتية) لم يظهر في الطبعات السابقة من الكتاب، وهو في أصل المقالة التي نُشرت في العدد السابع من السنة الرابعة من مجلة «المسلمون» الذي صدر في ربيع الثاني 1375 (تشرين الثاني 1955). ولم أعرف لماذا حذف جدي -رحمه الله- هذه الفقرات من المقالة يوم نَشَرها في الكتاب، وترددت مليّاً وأنا أفكر: أأُبقي المقالةَ على حالها أم أردّ لها ما بُتر من أوصالها؟ وهل يحق لي أن أتصرف بها تصرف المؤلف الأصيل وما أنا إلا محرر وكيل؟ ثم ملت إلى إثبات ما كان محذوفاً وإعادة الفقرات المنزوعة إلى جسم المقالة، ففيها من المعاني الخيِّرة ما لا ينبغي حرمانُ قارئِها من نفعه أو كاتبِها من الثواب عليه (مجاهد).
نام کتاب : صور وخواطر نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 290