نام کتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة نویسنده : الهاشمي، محمد علي جلد : 1 صفحه : 272
((أنفق يابن آدم ينفق عليك)) [1].
ولا يخالج نفس المسلم الواثق بربه شك أن ما ينفقه في سبيل الله لا ينقص من ماله شيئا؛ فالصدقة تنمي المال ولا تنقصه:
((ما نقصت صدقة من مال ... )) [2].
أما ثوابه على ما أنفق ابتغاء وجه ربه، فيجل عن الوصف والتقدير بمضاعفة الله إياه أضعافا مضاعفة، ولهذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعد المال الباقي حقيقة هو ما انفق في سبيل الله، وذلك في الحديث الذي ترويه السيدة عائشة عن ذبحهم شاة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما بقي منها؟)) قالت: ما بقي إلا كتفها، قال: ((بقي كلها غير كتفها)) [3].
لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حريصا على تأصيل فضيلة الكرم في نفوس المسلمين، وجعلها من الفضائل التي يتسابق المسلمون إلى التحلي بها والتنافس فيها، يشهد لذلك قوله:
((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته [4] في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها)) [5].
لقد سوى الرسول الكريم بين هلكته المال في الحق وبين الحكمة والقضاء بها وتعليمها، إذ قال: لا حسد، أي لا غبطة إلا في إحدى هاتين الخصلتين، لما في البذل في سبيل الحق من وقع كبير ونفع بالغ في حياة المسلمين الاجتماعية؛ فالمال عصب الحياة الحساس، وهلكته في سبيل [1] متفق عليه. [2] رواه مسلم. [3] رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، ومعناه: أنها بقيت لنا في الآخرة إلا كتفها. [4] أي إنفاقه. [5] متفق عليه.
نام کتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة نویسنده : الهاشمي، محمد علي جلد : 1 صفحه : 272