أربعة من تلك السهام، وهي قوله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [1] قال زيد بن أسلم في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} وعند الله ثواب ما صنعوا، وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الأول (لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له) وقوله أيضا: (وقد خاب من لا سهم له).
ج) أما ترجمان القرآن وحبر الأمة/ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو الذي دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم ربه بأن يعلمه التأويل، فإنه تتبع آيات القرآن الكريم، فأحصى أصول فرائض الإسلام وشرائعه، وبلغ بها الثلاثين سهما، فهو قد رآى أن سهام الإسلام التي أمر الله بها أو نهى عنها، - وبها يكتمل هذا الدين عند أتباعه المسلمين - تصل إلى ثلاثين سهما، وهذا منه رضي الله عنه لا يصدر عنه من قبل الرأي المجرد، لو لم يكن له فيه سماع من صاحب الشرع صلى الله عليه وسلم، فإنه أخذها من آيات القرآن الكريم، وهو ظاهر واضح كما سنبينه حسبما نقل عنه، وذلك في قوله تعالى مادحا خليله ورسوله أبراهيم عليه السلام في سورة البقرة {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن}. [2] وقوله تعالى في سورة والنجم {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [3]. [1] الآية 41 من سورة الحج. [2] الآية 124. [3] الآية 37.