المالكية - أن تارك الصلاة كافر جاحد لا يصلى عليه إذا مات ولا يدفن في مقابر المسلمين - اعتمادا على هذا الحديث وغيره - ذلك لأن الوعيد من الله شديد على تارك الصلاة، ويظهر هذا - أيضا - من جواب الكافرين يوم القيامة عندما يسألهم أهل الجنة عن الموجب الذي أدخلهم إلى سقر - جهنم - ذلك في قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} [1].
هذه آيات بينات من كلام رب العالين، الخالق العليم، العادل الرحيم، تضطرب لها فرائص ذوي الألباب، وتخشى مدلولها القلوب الحية الحساسة، وتقشعر منها جلود الذين يخشون ربهم، وتتزلزل من وقعها الأقدام، وتتجاهلها القلوب الميتة، المظلمة بظلام الكفر والمعاصي، {سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ} [2] هناك في يوم القيامة، لا وسيط ولا شفيع يتوسط بينهم وبين الحاكم العادل بل ما هناك الا الجزاء على الأعمال التي وقعت في الحياة الدنيا، قال الله بعد ذلك: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ * فَمَا لَهُمْ عَنِ [1] سورة المدثر من الآيات 38 إلى 47. [2] نفس السورة 26 - 29.