وهذا أمرٌ قد شاهدتْهُ الأمةُ منهم، ومن لم يشاهده فقد سمع منه ما يُصِمُّ الآذان ويُشجْي القلوب.
وقوله: ((فإن دعوتهم تحيط من ورائهم))؛ هذا من أحسن الكلام, وأوجزه, وأفخمه معنىً؛ شبَّه دعوة المسلمين بالسُّورِ والسياج المحيط بهم، المانع من دخول عدوهم عليهم، فتلك الدعوةُ التي هي دعوة الإسلام - وهم داخلوها - لما كانت سُوراً وسياجاً عليهم أخبر أن من لزم جماعة المسلمين أحاطت به تلك الدعوة التي هي دعوة الإسلام كما أحاطت بهم، فالدعوة تجمع شمل الأمة, وتلم شعثها، وتحيط بها، فمن دخل في جماعتها أحاطت به وشملته [1].
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. [1] مفتاح دار السعادة، لابن القيم (1/ 274 - 278).