نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 156
مَن يذهب فيبحث عن حفرة غورو، فيقف عليها ليردّ عليه بالحق كلمته التي قالها بالباطل، ليقول له: كلا، بل لقد طُردتم! وليستعدّ من الآن من سيقوم غداً على حفرة بيغن ليقول له: أين غرورك وأين ادعاؤك؟ إن القدس قد رجعت على رغمك إلى أصحابها المسلمين.
نعم، إنها سترجع إليهم إن رجعوا هم إلى دينهم، ولقد بدت بوادر الرجوع إلى الدين.
لقد أقام الشيخ سلام معنا أشهراً، ثم عاد إلى بلده فعُيّن أميناً للفتوى في لبنان. وجاءنا من بعده الأستاذ سليم الجندي [1]. ولما أصدرت أول كتاب لي سنة 1930 (وهو «الهيثميات») أهديته إلى روح المنفلوطي سيد كُتّاب العصر، وإلى عَلَمَي العربية الجندي والمبارك.
لقد ماتا وما أعرف تحت قبة الفلك أعلمَ منهما بالعربية وعلومها، ولقد كانا أشدّ المدرّسين تأثيراً في تكويني اللغوي والأدبي، رحمة الله عليهما وعلى أساتذتنا جميعاً.
* * *
أمّا المبارك فقد كان الإمام في اللغة والمرجع فيها، قيّد أوابدها وجمع شواردها وحفظ شواهدها. وكان أعلم العرب [1] في مقالة «أستاذنا الجندي» المنشورة في كتاب «من حديث النفس» أخبار كثيرة -غير ما ذُكر في هذه الحلقة والتي تليها من «الذكريات» - عن سلام والجندي والمبارك، فمن شاء قرأها هناك (مجاهد).
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 156