نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 254
ففعلت ما قال، وخرجت إليه بثوب جديد وقلب جديد، ووقفت خلفه وصلّت صلاة ذاقت حلاوتها، ونقّت الصلاة قلبها. فلما انقضت الصلاة قال لها: هلمّي اذهبي معي، وحاولي أن تقطعي كل رابطة تربطك بهذا المكان ومن فيه وأن تمحي من ذاكرتك كل أثر لهذه المدة التي قضيتِها فيه، وداومي على استغفار الله والإكثار من الصالحات، فليس الزنا بأكبر من الكفر، وهند التي كانت كافرة وكانت عدواً لرسول الله وحاولت أن تأكل كبد عمّه حمزة، لمّا صدقت التوبة صارت من صالحات المؤمنات وصرنا نقول: رضي الله عنها.
وأخذها إلى دار فيها نسوة ديّنات، ثم زوّجها ببعض من رضي الزواج بها من صالحي المسلمين وأوصاه بها خيراً.
* * *
لقد خرجت عن الخطّ، ولكن لا كما يخرج القطار عن القضبان فينهار ويسبّب الهلاك والدمار، بل كما يميل المسافر إلى الواحة فيها الظل والماء فيجد فيها الراحة والريّ. فعفوكم إن جرّتني المناسبة إلى سرد قصة ليست من صلب الموضوع، ولكن أرجو أن يكون من سردها متعة أو منفعة.
أعود إلى موضوعي:
كان شيخنا الشيخ أبو الخير الميداني من هذا الطراز. كان كالشيخ بدر الدين الحسني، يبلغ بصَمْته أحياناً ما لا تبلغ ألسنة الأبْيِناء من الخطباء والبلغاء من الكتّاب. وأنا أقول من قديم إني أسمع واعظاً أو محاضراً يتكلم ساعة أو أكثر، في موضوع يجمع
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 254