نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 260
عذراء تقع «الضُّمَير» التي ذكرها المتنبي في قصيدته التي ودّع بها سيف الدولة [1].
والذي انتقل منهم إلى دمشق هو الشيخ عبد الرحيم بن محمد الخطيب المدفون في مقبرة الدحداح سنة 1199، وقد بلغَت ذريّته اليوم (أي بعد مئتَي سنة من انتقاله إليها) الآلاف، وغدت من أكبر الأسر الدمشقية. وقد سخّر الله عبقرياً من أبناء هذه الأسرة، وكان رسّاماً فنّاناً، فأحصى أفرادها وجعل لهم سجلاًّ مثل سجلاّت النفوس الرسمية في دائرة الأحوال المدنية، لكل منهم صفحة فيها اسمه واسم أبويه وولادته وزواجه وطلاقه وأسماء أولاده، وجعل للسجلّ فهرساً، ثم صنع للأسرة شجرة رسمها بالزيت على القماش المشمّع وجعل لها فروعاً، فجعل للولد ورقة وللبنت ثمرة، وجعلها بطناً بعد بطن حتى زادت في حياته رحمه الله على تسعة بطون. وطول لوحة الشجرة أكثر من ستة أمتار وعرضها نحو الأربعة، وقد اشترتها منه الحكومة السورية، وهي معروضة في متحف الفنون الشعبية في قصر العظم في البُزوريّة. وهذا الرجل هو ابن خالتي الشيخ سهيل الخطيب، وربما عدت إليه فتكلمت عنه.
كان الشيخ عبد القادر الخطيب حفيد الشيخ عبد الرحيم من علماء دمشق، أخذ عن أبيه وعن الشيخ عبد الرحمن الكزبري وعن الشيخ سعيد الحلبي، وكان له أربعة من الولد كلهم علماء: [1] وقد أصابها سيل مدمّر أواخر سنة 1937. اقرؤوا قصة «على أطلال الضُّمير» في «قصص من الحياة» (مجاهد).
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 260