نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 336
وكان للفتح موقف عظيم في التنبيه إلى خطر «الظهير البربري». والظهير باصطلاح المغاربة كالمرسوم الملكي عندنا، أصدره الفرنسيون يريدون به إماتة أحكام الإسلام وإحياء أعراف البربر الذين أرادوا فصلهم عن المسلمين، كما أُريد ذلك في الجزائر من ثلاث سنين، فأبى الله ذلك والمسلمون، لأن البربر من يوم أن شرّفهم الله (كما شرّفنا) بالإسلام صاروا هم أهله وهم حُماته، لا فرق بين عربي وبربري، بل لا فرق بين عربي وعجمي ولا بين أبيض وأسود، هذا هو حكم الإسلام.
* * *
كانت بداية الدعوة «المنظمة» بإنشاء جمعية الشبان المسلمين. وكان الذي فكّر بإنشائها صاحب «الفتح» محب الدين الخطيب، وقد سمعت ذلك منه، وخلاصته أنه في سنة 1346 (1927)، قبل وصولي إلى مصر بسنة أو نحوها، كان أصحاب دور النشر، ومنهم صاحب المطبعة السلفية وهو محب الدين، يجتمعون لتكوين رابطة بينهم أو نقابة لهم في دار الشبان المسيحية، وهي إحدى المؤسسات التبشيرية (أي التنصيرية التكفيرية). فلما رآها فكّر أن يكون للشبان المسلمين جمعية مثلها، فعرض الفكرة على صديقَيه الأستاذين الجليلَين: السيد محمد الخضر حسين والوجيه العالِم أحمد تيمور باشا، وعلى مجموعة من الشبان (الشبان يومئذٍ وهم جميعاً في مثل سني)، منهم الأساتذة عبد السلام هارون وعبد المنعم خلاّف ومحمود شاكر، وكل هؤلاء من أصدقائي. ولئلا يتنبه إليها أعداء الإسلام (وما كان أكثرَهم يومئذٍ وأكثرَهم في هذه الأيام!) تواصوا أن يكون
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 336