نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 73
أُغلِقت هذه المدرسة فتفرّق تلاميذها في المدارس. وأدخلني أبي المدرسة السلطانية الثانية، وكانت في القسم الشمالي من جامع يَلْبُغا في «المرجة»، في صحنه الواسع وفي الغرف التي بُنيت على جوانب الصحن. أما البركة الكبيرة فقد أقيم عليها حاجز من الخشب يقسمها قسمين متساويَين، قسم بقي في حيّز المسجد وقسم في حيّز المدرسة.
وقد كان موضع المسجد تلاًّ يُشنَق عليه المجرمون، فأخذه والي الشام سيف الدين يَلْبُغا سنة 847هـ وأنشأ عليه هذا المسجد.
* * *
يا لله كم في حياتي من منعطفات! وكلما انعطف بي الطريق مرة في وادي العمر تبدّلَت المناظر من حولي.
كنا في المدرسة التجارية نتعلم اللغة التركية فصرنا هنا ندرس العربية، وكنا نهتف في الصباح «باديشاهم جوق يشا» فصرنا نهتف «يعيش الاستقلال العربي»، وكنا قد بدأنا نتلقى مبادئ اللغة الفرنسية فصرنا نتلقى مبادئ الإنكليزية.
على أن من الإنصاف أن أقول -تدليلاً على إسلامية الشعب التركي التي لا تحتاج إلى دليل- أن تعليم التركية كان يبدأ باسم الله. كنا نقرأ التركية ونكتبها بالحروف العربية، لم يكن قد نجم فينا (أعني الأمة الإسلامية) من يحارب ديننا بإضعاف لساننا، فيستبدل بالحروف العربية الحروفَ اللاتينية كما فعلوا -من بعد- باللغة الإندونيسية، وكانت تُكتب بالحروف العربية. كنا
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 73