نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر جلد : 1 صفحه : 193
وقد ثبت عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم -:أنَّه كان يقولُ في دعائه: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى» وفِي رِوَاية: «وَالْعِفَّةَ» (رواه مسلم).
• معنى قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «اتَّق الله حيثما كُنت»:
قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «اتَّقِ الله حَيثُمَا كُنْتَ» أي في السرِّ والعلانية حيث يراه الناسُ وحيث لا يرونه، وكان النَّبيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول في دعائه: «أسألُكَ خَشْيَتَكَ فِي الغَيْبِ والشَّهَادَة» (صحيح رواه النسائي).
وخشية الله - عز وجل - في الغيب والشهادة هي من المنجيات فعن سعيد بن يزيد الأنصاري: «أن رجلا قال: يا رسول الله أوصني، قال: «أوصِيكَ أنْ تَسْتَحِي مِنَ اللهَ - عز وجل - كَمَا تَسْتَحِي رَجُلًا مِنْ صَالِحي قَوْمِكَ». (أخرجه أحمد في «الزهد» وإسناده جيد).
وهذا هو السببُ الموجب لخشية الله في السر، فإنَّ مَنْ عَلِمَ أنَّ الله يراه حيث كان، وأنَّه مُطَّلعٌ على باطنه وظاهره، وسرِّه وعلانيته، واستحضَرَ ذلك في خلواته، أوجب له ذلك تركَ المعاصي في السِّرِّ، وإلى هذا المعنى الإشارةُ في القرآن بقوله - عز وجل -: {وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء:1).
والمقصود: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - لما وصَّى معاذًا بتقوى الله سِرًَّا وعلانيةً، أرشده إلى ما يُعينه على ذلك وهو أنْ يستحييَ من الله كما يستحيي من رجلٍ ذي هيبةٍ من قومه. ومعنى ذلك: أنْ يستشعِرَ دائمًا بقلبه قُرْبَ الله منه واطلاعه عليه فيستحيي من نظره إليه.
ومن صار له هذا المقام حالًا دائمًا أو غالبًا، فهو من المحسنين الذين يعبدون الله كأنَّهم يرونه، ومن المحسنين الذين يجتنبون كبائرَ الإثم والفواحِشَ إلا اللممَ.
• أقوال لبعض السلف:
كان بعضُ السَّلف يقولُ لأصحابه: «زَهَّدَنا الله وإيَّاكم في الحرام زُهْدَ مَنْ قَدَرَ عليه في الخلوة، فَعَلِم أنَّ الله يراه، فتركه من خشيته».
وقال الشافعي: «أعزُّ الأشياء ثلاثة: الجودُ من قِلَّة، والورعُ في خَلوة، وكلمةُ الحقِّ عند من يُرجى ويُخاف».
نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر جلد : 1 صفحه : 193