نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر جلد : 1 صفحه : 199
«اعْمَلْ مَا شِئْتَ» يعني: ما دام على هذه الحال كلما أذنب ذنبًا استغفر منه.
وعن عُقبة بنِ عامر - رضي الله عنه - أنَّ رجلًا أتى النَّبيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال: يا رسولَ الله أحدُنا يُذنب، قال: «يُكْتَبُ عَلَيْهِ»، قال: ثم يستغفرُ منه، قال: «يُغْفَرُ لَهُ ويُتَابُ عَلَيْهِ»، قال: فيعود فيذنب، قال: «يُكْتَبُ عَلَيْهِ»، قال: ثم يستغفر منه ويتوب، قال: «يُغْفَرُ لَهُ ويُتَابُ عَلَيْهِ، ولا يَمَلُّ اللهُ حَتَّى تَمَلُّوا». (إسناده حسن رواه الحاكم).
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنبَ لَهُ» (حسن رواه ابن ماجه).
وقيل للحسن: ألا يستحيي أحدُنا من ربه يستغفِرُ من ذنوبه، ثم يعود، ثم يستغفر، ثم يعود.
فقال: «ودَّ الشيطانُ لو ظَفِرَ منكم بهذه، فلا تملّوا من الاستغفار».
وروي عنه أنَّه قال: «ما أرى هذا إلا من أخلاق المؤمنين»، يعني: أنّ المؤمن كلما أذنب تاب.
وقال عمرُ بنُ عبد العزيز في خطبته: «من أحسن منكم فليَحْمَدِ الله، ومن أساء فليستغفر الله ولْيَتُبْ، فإنَّه لابُدَّ لأقوامٍ من أنْ يعملوا أعمالًا وظَّفها الله في رقابهم، وكتبها عليهم».
وفي رواية أخرى عنه أنَّه قال: «أيُّها الناسُ مَنْ ألَمَّ بذنبٍ فليستغفرِ اللهَ وَلْيَتُبْ، فإنْ عاد فليستغفر الله وَلْيَتُبْ، فإنْ عادَ فليستغفر الله وَلْيَتُبْ، فإنَّما هي خطايا مطوَّقة في أعناقِ الرجال، وإنَّ الهلاك كُلَّ الهلاك في الإصرار عليها».
ومعنى هذا أنَّ العبدَ لابُدَّ أنْ يفعل ما قُدِّرَ عليه من الذنوب كما قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظُّهُ مِنَ الزِّنَى، فَهُوَ مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالةَ» (رواه البخاري ومسلم). ولكنَّ الله جعل للعبد مخرجًا مما وقع فيه من الذنوب بالتوبة والاستغفار، فإنْ فعل، فقد تخلص من شرِّ الذنب، وإنْ أصرَّ على الذنب، هلك.
نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر جلد : 1 صفحه : 199