responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر    جلد : 1  صفحه : 253
فهذا الجهاد يحتاجُ أيضًا إلى صبر، فمن صبر على مجاهدة نفسه وهواه وشيطانه غلبه، وحصل له النصر والظفر، وملَكَ نفسه، فصار عزيزًا ملكًا، ومن جَزِعَ ولم يَصبر على مجاهدة ذلك، غُلِب وقُهر وأُسر، وصار عبدًا ذليلًا أسيرًا في يدي شيطانه وهواه، كما قيل:
إذا المَرءُ لم يَغلِبْ هواهُ أقامَه ... بمنْزلةٍ فيها العَزيزُ ذَليلُ
قال ابن المبارك: من صبر، فما أقلَّ ما يصبر، ومن جزع، فما أقل ما يتمتع.
فقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ» يشمل النصرَ في الجهادين: جهادُ العدوِّ الظاهر، وجهادُ العدوِّ الباطن، فمن صبرَ فيهما، نُصِرَ وظفر بعدوِّه، ومن لم يصبر فيهما وجَزِعَ، قُهِرَ وصار أسيرًا لعدوّه، أو قتيلًا له.
• الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ:
قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ» يشهد له قوله - عز وجل -: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} (الشورى:28).
وهذه الوصية تمحو وتحجب اليأس، فإن الليل كلما اشتد سواده كان مؤذنا بفجر جديد.
وكم قَصَّ اللهُ - عز وجل - مِن قصص تفريج كربات أنبيائه عند تناهِي الكروب بإنجاء نوح ومن معه في الفلك، وإنجاء إبراهيم - عليه السلام - من النار، وفدائه لولده الذي أمر بذبحه، وإنجاء موسى - عليه السلام - وقومه من اليَمِّ، وقصة يونس - عليه السلام - وقصص محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - مع أعدائه، وإنجائه منهم كقصة الغار ويوم بدر والأحزاب وحنين وغير ذلك.
صَبرًا جميلًا ما أقربَ الفَرَجَا ... مَن راقبَ اللهَ في الأمرِ نجَا
مَنْ صَدَقَ اللهَ لمْ يَنَلْهُ أذًى ... وَمَنْ رَجَاهُ يَكونُ حيثُ رجَا
• إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا:
قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «فإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» هو منتزع من قوله تعالى: {سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} (الطلاق:7)، وقوله - عز وجل -: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (الشرح:5 - 6).

نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست