نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر جلد : 1 صفحه : 268
الشهوات، والتعرض لاكتساب التبعات، حتى يصير كالبهيمة التي قد انصرف طلبها إلى ما تدعو إليه شهوتها فلا تنزجر عنه بعقل، ولا تنكف عنه بقناعة.
2 - أن يطلب الزيادة ويقتني الأموال ليدخرها لولده، ويخلفها لورثته، مع شدة ضنه على نفسه، وكفه عن صرف ذلك في حقه، وإشفاقًا عليهم من كدح الطلب، وسوء المنقلب، وهذا شقي بجمعها، مأخوذ بوزرها، قد استحق اللوم من وجوه لا تخفى على ذي لب، منها:
أ- سوء ظنه بخالقه: أنه لا يرزقهم إلا من جهته.
ب- الثقة ببقاء ذلك على ولده مع نوائب الزمان ومصائبه.
ج- ما حُرم من منافع ماله، وسلب من وفور حاله، وقد قيل: «إنما مالك لك أو للوارث أو للجائحة؛ فلا تكن أشقى الثلاثة».
د- ما لحقه من شقاء جمعه، وناله من عناء كده حتى صار ساعيًا محرومًا، وجاهدًا مذمومًا.
هـ- ما يؤاخذ به من وزره وآثامه، ويحاسب عليه من تبعاته وإجرامه.
قال رجل للحسن - رحمه الله -: «إني أخاف الموت وأكرهه»، فقال: «إنك خلفت مالك، ولو قدّمته لَسَرك اللحاق به».
3 - أن يجمع المال ويطلب المكاثرة اسْتِحْلَالًا لِجَمْعِهِ، وَشَغَفًا بِاحْتِرَامِهِ، فهذا أسوأ الناس حالًا فيه، وأشدهم حرمانًا له، قد توجهت إليه سائر الملاوم، وفي مثله قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيم} (التوبة:34).
• السبيل إلى القناعة:
إني رأيتُ الصبرَ خيرَ مِعْوَلٍ ... في النائباتِ لمنْ أرادَ مِعوَلَا
ورأيتُ أسبابَ القناعةِ أكِّدَّتْ بعُرَى الغِنَى فجعلتُها لي معْقِلَا
فإذا نَبَا بي منزلٌ جاوزْتُهُ وجعلتُ مِن غيرِهِ لي منزلَا
نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر جلد : 1 صفحه : 268