نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر جلد : 1 صفحه : 406
وقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ اتَّقِ اللهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا» (حسن رواه الترمذي).
قَوْلُهُ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إِذَا أَصْبَحَ اِبْنُ آدَمَ» أَيْ دَخَلَ فِي الصَّبَاحِ (فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ) جَمْعُ عُضْوٍ كُلُّ عَظْمٍ وَافِرٍ بِلَحْمِه ِ (كُلَّهَا) تَأْكِيدٌ (تُكَفِّرُ اللِّسَانَ) بِتَشْدِيدِ الْفَاءِ الْمَكْسُورَةِ، أَيْ تَتَذَلَّلُ وَتَتَوَاضَعُ لَهُ، والتَّكْفِيرُ هُوَ أَنْ يَنْحَنِيَ الْإِنْسَانُ وَيُطَأْطِئَ رَأْسَهُ قَرِيبًا مِنْ الرُّكُوعِ كَمَا يَفْعَلُ مَنْ يُرِيدُ تَعْظِيمَ صَاحِبِهِ.
(فَتَقُولُ) أَيْ الْأَعْضَاءُ لَهُ (اِتَّقِ اللهَ فِينَا) أَيْ خَفْهُ فِي حِفْظِ حُقُوقِنَا (فَإِنَّمَا نَحْنُ بِك) أَيْ نَتَعَلَّقُ وَنَسْتَقِيمُ وَنَعْوَجُّ بِك (فَإِنْ اِسْتَقَمْت) أَيْ اِعْتَدَلَتْ (اِسْتَقَمْنَا) أَيْ اِعْتَدَلْنَا تَبَعًا لَك (وَإِنْ اعْوَجَجْت) أَيْ مِلْت عَنْ طَرِيقِ الْهُدَى (اعْوَجَجْنَا) أَيْ مِلْنَا عَنْهُ اِقْتِدَاءً بِك.
• ما يعين على الاستقامة:
1 - التمسك بكتاب الله: قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابُ اللهِ» (رواه مسلم) وقال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «عَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللهِ أحِلُوا حَلَالَه وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ» (صحيح رواه الطبراني)، فكتاب الله تعالى ففيه خبر الأمم السالفة وفيه التحذير من غوائل ما سيقع وفيه حكم ما بيننا وفيه الترغيب والترهيب وفيه الدعوة إلى مكارم الأخلاق وفيه الأحكام لكل الأزمنة والأمكنة فهو كلام رب العالمين الذي يعلم ما يصلح للناس في دنياهم وأخراهم.
2 - اتباع سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «كُلّ أمَّتِي يَدخُلُونَ الجَنّةَ إلاّ مَنْ أبَى»، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: «مَنْ أطَاعَنِي دَخَلَ الجَنّة، ومَنْ عَصَانِي فَقَد أبَى» (رواه البخاري)
واتباع السنة الذي يشير إليه هذا الحديث، ثابت بالقرآن: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (آل عمران:31)
نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر جلد : 1 صفحه : 406