responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر    جلد : 1  صفحه : 48
د - أن يجعل الموضوع الطويل مقسمًا على جُمَع متعددة ليعالج الموضوع من جميع جوانبه ولا يكون ذلك إلا للموضوعات التي لابد من علاج جميع جوانبها والتي تَكتسب أهمية خاصة.
• رابعَا: مراعاة القدرة:
1 - مراعاة قدرة الخطيب على البيان: إن العلم درجات {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلم عَلِيمٌ} (يوسف: 76)، والله - عز وجل - قد أمر نبيه أن يسأله أن يزيده علمًا فقال: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلما} (طه: 114)، وليس الخطيب قادرًا على كل الموضوعات التي يريد طرحها إما لقلة علمه في الجملة وإما لقلة علمه في موضوع معين، فإذا رأى الخطيب من نفسه ذلك فعليه ألا يتكلم في موضوع هو غير قادر على بيانه وتوضيحه أو غير عالم بجوانبه التي يجب طرحها على الناس.
وحين يوجد ذلك فالأفضل أن يستعين الخطيب بكتاب فيه خطب لعالم موثوق فيخطب بما فيه، ولا ينشئ كلامًا في موضوع لا يحسن هو الكلام فيه والله - عز وجل - يقول: {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (التغابن: 16) هذا إذا لم يكن ثمة قادر على الخطابة، وإلا فالقادر أحق بالخطابة.
2 - مراعاة قدرة الناس على الفهم: إن الناس تتباين عقولهم، وتختلف فهومهم، فهم على درجات في الفهم، والخطيب يخاطب أناسًا كثرًا، فكان واجبًا عليه مراعاة قدرة الناس على فهم ما يقول لئلا يصير ذلك القول فتنة لهم، مثال ذلك: تكليم الناس في دقائق العلوم وصعاب المسائل التي لاتصل إليها أفهامهم ولا تدركها عقولهم، كمن يحدث عوام الناس بدقائق المسائل في القضاء والقدر وهي مسائل لا يصلح ذكرها لعوام الناس ولا يدركها إلا خواصهم.
فعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ؛ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللهُ وَرَسُولُهُ» (رواه البخاري).فنهى عن تحديت الناس بما لا يعقلون حتى لا يؤدي ذلك إلى تكذيب اللهِ - عز وجل - ورسولِه - صلى الله عليه وآله وسلم -.

نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست