نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر جلد : 1 صفحه : 52
وهذه المصالح والمفاسد فد تختلط فيكون الفعل الواحد أو القول الواحد مصلحة من وجه ومفسدة من وجه آخر، أو مصلحة مشوبة بشيء من المفاسد أو العكس أو هي مصالح أو مفاسد في حال دون حال.
وتعارض المصالح والمفاسد عالجه الشارع فأمر:
أ - بارتكاب أدنى الفسادين للسلامة من أعلاهما.
ب - وبإهدار إحدى المصلحتين لتحصيل أعلاهما.
ت- وبتقديم درء المفاسد على جلب المصالح.
ث - وبالنظر في مآلات الأمور وعواقبها.
ولذلك فإنه يجب على الخطيب ألا يدفع الفساد بمفسدة أعظم إذ لا يجوز رفع الفساد القليل بالفساد الكثير، ولا يدفع أخف الضررين بتحصيل أعظم الضررين، فإن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان، ومطلوبها ترجيح خير الخيرين إذا لم يمكن أن يُجمعا جميعًا، ودفع شر الشرين إذا لم يندفعا جميعًا.
إن موضوعًا من الموضوعات قد لا يصلح أن يعرضه الخطيب في وقت أو حال لما يترتب على عرضه من مفاسد، بينما لو عرضه في وقت آخر أو حال أخرى كان مصلحة خالصة، والفقيه من وازن بين المصالح والمفاسد، فقال حين يحسن القول، وكَفَّ حين يَحْسُن الكَفّ.
3 - الموازنة بين الجانب العاطفي والجانب العقلي:
إن بعض الخطباء تصطبغ خطبتهم بالصبغة العاطفية البحتة، فلا تراه يجتهد لإقناع الناس بما يقول، وبعضهم تصطبغ خطبه بالصبغة العقلية البحتة فلا يثير عواطف الناس، وكِلا طرفَيْ قصْدِ الأمورِ ذميمُ.
•
نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر جلد : 1 صفحه : 52