نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر جلد : 1 صفحه : 551
والمؤمن الرشيد ـ يا عباد الله ـ يقدّم بين يدي رمضان توبة تحجزه عن الملاهي والمنكرات، التي تكتظ بها وسائل الإعلام والإجرام، ويتزوّد بالتقوى والإنابة، قبل تزوده بالطعام والشراب والثمار المستطابة.
إن رمضان فرصة عظيمة وساحة واسعة للتفكير الصادق في العودة إلى الله - عز وجل -، وترك أكل الحرام وشهادة الزور، والتوبة الصادقة من الظلم والغيبة والنميمة، وقد قال الله - عز وجل -: {وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور:31).
فإن لم نَتُبْ في رمضان فليت شعري متى نتوب؟ ولله - عز وجل - في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار.
مَضَى شعبانُ ما أحسنْتَ فيهِ ... وهذا شهرُ رمضانَ المباركْ
فيا مَن ضَيَّع الأوقاتَ جهلًا ... بقيمتِها أفِقْ واحْذَر بَوَارَكْ
فسوف تفارقُ اللذاتِ قهرًا ... ويُخْلى الموتُ يومًا منكَ دارَكْ
تدارَكْ ما استطعتَ مِن الخطايَا ... بتوبةِ مخلصٍ واجعلْ مدارَكْ
على طلبِ السلامةِ مِن جحيمٍ ... فخيرُ ذوي الجرائمِ مَن تدارَكْ
وعليكم في رمضان خاصة بكتاب ربّكم خيرًا، فإن القرآن ورمضان شفيعان مشفّعان يوم القيامة؛ قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: «أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ»، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: «مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ»، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ». (صحيح رواه الإمام أحمد).
إِقْرَأْ كِتَابَ اللِه جُهْدَكَ وَاتْلُهُ ... فيمَنْ يَقومُ بِهِ هناكَ ويَنْصِبُ
بِتَّفَكُّرٍ وتخشُّعٍ وتَقَرُّبٍ ... إن المقَرَّبَ عِندهُ المُتَقَرَِّبُ
*************
مَنَعَ الكتابُ بوَعْدِه ووَعيدِهِ ... مُقَلَ العيونِ بليلِها لا تَهْجَعُ
فَهِمُوا عن الملِكِ العظيمِ كلامَه ... فهْمًا تَذِلّ له الرقابُ وتخضَعُ
نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر جلد : 1 صفحه : 551