نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر جلد : 1 صفحه : 607
موقف عظيم فريد:
والآن آنَ أنْ نطّلع على الموقف العظيم الكريم الفريد في حياة إبراهيم - عليه السلام -. بل في حياة البشر أجمعين. وآن أن نقف من سياق القصة في القرآن أمام المثل الموحي الذي يعرضه الله للأمة المسلمة من حياة أبيها إبراهيم - عليه السلام -.
{فَلَمَّا بَلَغَ} الغلام {مَعَهُ السَّعْيَ} أي: أدرك أن يسعى معه، وبلغ سنًا يكون ـ في الغالب ـ أحب ما يكون لوالديه، قد ذهبت مشقته، وأقبلت منفعته، فقال له إبراهيم - عليه السلام -: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} أي: قد رأيت في النوم والرؤيا، أن الله يأمرني بذبحك، ورؤيا الأنبياء وحي {فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى} فإن أمر الله تعالى، لا بد من تنفيذه.
قَالَ إسماعيلُ - عليه السلام - صابرًا محتسبًا، مرضيًا لربه، وبارًّا بوالده: {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} أي: امض لما أمرك الله {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} أخبر أباه أنه مُوَطّنٌ نفسه على الصبر، وقرن ذلك بمشيئة الله تعالى، لأنه لا يكون شيء بدون مشيئة الله تعالى ... يالروعة الإيمان والطاعة والتسليم.
• بلاء مبين:
هذا إبراهيم الشيخ. المقطوع من الأهل والقرابة. المهاجر من الأرض والوطن. ها هو ذا يرزق في كبره وهرمه بغلام. طالما تطلع إليه. فلما جاءه جاء غلامًا ممتازًا يشهد له ربه بأنه حليم. وها هو ذا ما يكاد يأنس به، وصباه يتفتح، ويبلغ معه السعي، ويرافقه في الحياة. ها هو ذا ما يكاد يأنس ويستروح بهذا الغلام الوحيد، حتى يرى في منامه أنه يذبحه. ويدرك أنها إشارة من ربه بالتضحية.
ولو أن الإنسان أمِر بأن ينظر فقط إلي ولده المريض لكان ذلك مؤلمًا، أم إسماعيل - عليها السلام - لما كانت تنظر إلي ولدها يتلوي من الجوع انصرفت كراهية أن تنظر إليه، والأب كذلك يتألم. تخيل لو أن أحدًا يحاول أن يقتل ابنك، كل طاقاتك الكامنة تنفجر لكي تنقذه من القتل.
نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر جلد : 1 صفحه : 607