responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر    جلد : 1  صفحه : 64
مع زيادة الورع، وقوة الشخصية، وصلابة الإيمان، فهو قبل أن يأمر الناس بخير ينبغي أن يكون أسبقهم إلى فعله.
وليعلم الخطيب أنه مهما بلغت فصاحته، وتجلى بيانه، ومهما بلغ من قوة الإلقاء، ونصاعة الأسلوب فإنه لن يستطيع أن يقنع أحدًا بفكره، أو أن يستميل القلوب لدعوته ما لم يكن مخلصًا في دعوته، نقيًا في سيرته.
بل إنه مع ذلك لا يستطيع أن يسلم من غمز الناس به في سلوكه، فليوطن نفسه على ذلك، وكم رأينا وسمعنا من خطيب مفوَّه، لكن الناس يجلسون في خطبته جلوس المحكومين ظلمًا وكأنهم يستمعون إلى قاض ظالم يتلو عليهم قرار الحكم، وكم رأينا كذلك من خطباء يتمنى الحضور لو أن خطبة أحدهم تمتد ساعات، وهذا شيء مشاهد معلوم، فليس الأسلوب وحده أو البلاغة والفصاحة وحدها هي التي تجذب قلوب الناس وتحببهم في الخطيب أو الداعية.
ولن يستطيع الخطيب أن يقف صادعًا بالحق، واثقًا مما يقول، وهو يعلم أن العيون تغمزه، والقلوب تمقته، وأنه ملوث السيرة، غير نقي الذيل.
فكأن الناس وهم ينغضون إليه رؤوسهم، ويرمون إليه بأبصارهم يقولون بلسان حالهم:
يا أيها الرجلُ المعلمُ غيرَه ... هلّا لنفسِك كان ذا التعليمُ
تصفُ الدواءَ لذي السقام وذي ... الضنى كيما يصحّ به وأنت سقيمُ
ونراك تُصْلِحُ بالرشادِ عقولَنا ... أبدًا وأنتَ مِن الرشادِ عقيمُ
لا تَنْهَ عن خُلُقٍ وتَأتِيَ مِثلَه ... عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ
واعلم أن الكلام إذا لم يخرج من القلب لم يصل إلى القلب، فكل خطيب وواعظ لا يكون عليه سيما الصلاح قَلّ أن ينفع الله به.
يا واعظَ الناسِ قد أصبحتَ متّهمًا ... إذ عِبْتَ منهم أمورًا أنتَ تأتيها
كمُلبِسِ الثوبِ من عُري وعورتُه ... للناس باديةٌ ما إنْ يُواريها

نام کتاب : دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ نویسنده : شحاتة صقر    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست