نام کتاب : حياة السلف بين القول والعمل نویسنده : الطيار، أحمد جلد : 1 صفحه : 247
التخفي وكتمان الأعمال الصالحة
(أ) الحرص على الخمول وعدم البروز والظهور:
* عن بريدة بن الحصين - رضي الله عنه - قال: شهدتُ خيبر، وكنتُ فيمن صعد الثُّلمة، فقاتلتُ حتى رُئي مكاني، وعليَّ ثوبٌ أحمر، فما أعلم أني ركبتُ في الإسلام ذنبًا أعظمَ عليَّ منه - أي الشهرة.
قلت: بلى، جُهَّال زماننا يعدُّون اليومَ مثلَ هذا الفعل من أعظم الجهاد، وبكلِّ حالٍ فالأعمالُ بالنيّات، ولعل بريدةَ رضى الله عنه بازدرائه على نفسه، يصيرُ له عملُه طاعةً وجهادًا! وكذلك يقعُ في العمل الصالح، رُبَّما افتخر به الغِرُّ ونَوَّهَ به، فيتحولُ إلى ديوان الرياء. قال الله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} [الفرقان: 23]. [السير (تهذيبه) 1/ 291].
* وعن ابن محيريز قال: صحبت فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: أوصني رحمك الله، قال: أحفظ عني ثلاث خصال، ينفعك الله بهن؛ إن استطعت أن تعرف ولا تعرف فافعل، وإن استطعت أن تسمع ولا تتكلم فافعل، وإن استطعت أن تجلس ولا يجلس إليك فافعل. [الحلية (تهذيبه) 2/ 168].
* وعن أُسير بن جابر قال: كان عمر بن الخطاب رحمه الله إذا أتت عليه أمداد من أهل اليمن سألهم، فقال: هل فيكم أويس بن عامر القرني رحمه الله؟ حتى أتى على أويس، فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: أنت من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم، قال: كان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: ألك والدة؟ قال: نعم، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل)، فاستغفر لي، فاستغفر له، فقال عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها فيستوصي بك، قال: لأن أكون في غبراء الناس أحب إلي، قال: فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس كيف تركته؟ قال: رث البيت قليل المتاع، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن،
نام کتاب : حياة السلف بين القول والعمل نویسنده : الطيار، أحمد جلد : 1 صفحه : 247