responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة السلف بين القول والعمل نویسنده : الطيار، أحمد    جلد : 1  صفحه : 564
عناية السلف بالفقراء والمساكين (1)
* قال أسلم: خرجتُ ليلةً مع عمرَ - رضي الله عنه - إلى ظاهرِ المدينة، فلاحَ لنا بيتُ شعْرٍ فقصدْناه، فإذا فيه امرأةٌ تمْخضُ وتَبْكي، فسألها عمرُ عن حالها، فقالت: أنا امرأةٌ غريبةٌ وليس عندي شيءٌ. فبكى عمر وعاد يُهَرْوِلُ إلى بيته، فقال لامرأتِه أمِّ كلثوم بنت عليِّ بن أبي طالب: هل لك في أجرٍ ساقه الله إليكِ؟ وأخبرها الخبر، فقالت: نعم، فحمَل على ظهره دقيقًا وشحمًا، وحملت أمُّ كلثوم ما يصلحُ للولادةِ وجاءا، فدخلَت أمُّ كلثوم على المرأةِ، وجلس عمرُ مع زوجها - وهو لا يعرفُه - يتحدَّث، فوضعت المرأةُ غلامًا، فقالت أمُّ كلثومٍ: يا أمير المؤمنين بَشّرْ صاحبَك بغلامٍ. فلمَّا سمع الرجلُ قولها

(1) قال ابن رجب رحمه الله: حب المساكين أصل الحب في الله تعالى؛ لأن المساكين ليس عندهم من الدنيا ما يوجب محبتهم لأجله, فلا يحبون إلا لله - عز وجل - والحب في الله من أوثق عرى الإيمان, ومن علامات ذوق حلاوة الإيمان, وهو صريح الإيمان, وهو أفضل الإيمان, وهذا كله مروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه وصف به الحب في الله تعالى. الجامع المنتخب / 77
وقال رحمه الله: واعلم أن محبة المساكين لها فوائد كثيرة:
منها: أنها توجب إخلاص العمل لله - عز وجل -؛ لأن الإحسان إليهم لمحبتهم لا يكون إلا لله عز وجل؛ لأن نفعهم في الدنيا لا يرجى غالبًا.
ومنها: أنها تزيل الكبر, فإن المستكبر لا يرضا مجالسة المساكين.
ومنها: أنه يوجب صلاح القلب وخشوعه.
ومنها: أن مجالسة المساكين توجب رضا من يجالسهم بزرق الله - عز وجل - وتعظم عنده نعمة الله - عز وجل - بنظره في الدنيا إلى من دونه, ومجالسة الأغنياء توجب التسخط بالرزق, ومد العين إلى زينتهم وما هم فيه. وقد نهى الله - عز وجل - نبيه - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك, فقال تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه: 131] الجامع المنتخب / 85 - 88.
نام کتاب : حياة السلف بين القول والعمل نویسنده : الطيار، أحمد    جلد : 1  صفحه : 564
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست