نام کتاب : حطم صنمك وكن عند نفسك صغيرا نویسنده : مجدي الهلالي جلد : 1 صفحه : 64
وقال بعض السلف: أنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين، لأن زجل المسبحين ربما شابه الافتخار، وأنين المذنبين يزينه الانكسار والافتقار [1].
من هنا يتضح لنا أن من صور تربية الله للعبد: أن يتركه، ولا يعصمه من الوقوع في الذنب، فينكس رأسه، و يهتز صنمه، وهذا أحب إلى الله من فعل كثير من الطاعات، فإن دوام الطاعات وترك المنكرات قد توجب لصحبها العُجب، قال الحسن: لو أن ابن آدم كلما قال أصاب، وكلما عمل أحسن، أوشك أن يُجَن من العُجب.
قال بعضهم: ذنب أفتقر به إليه أحب إلى من طاعة أدل بها عليه.
فالمقصود من زلل المؤمن ندمه، ومن تفريطه أسفه، ومن اعوجاجه تقويمه، ومن تأخره تقديمه [2].
انتبه:
هذا العلاج الرباني ليس معناه أن يستمرئ العبد الذنب، ويفرح به ولا يجد غضاضة في فعله، فالذنب - كما نعلم - له أضراره الخطيرة على فاعلة من حرمان للتوفيق والرزق، ومن ضيق في الصدر، وتعسير في الأمور {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].
من هنا يتضح لنا أن هذا الدواء المر لا ينبغي للعبد أن يسعى إليه طمعًا في ثماره، فالله عز وجل أعلم بعباده، وأدرى بمن يصلحه هذا الدواء من غيره.
الحرمان من القيام بالطاعة:
ومن صور التربية الفريدة: أن يمنع سبحانه وتعالى عن العبد بابًا من أبواب الطاعة، صيانة وحفظًا له من تسلط نفسه وإلحاحها عليه ليحمدها ويرضي عنها. [1] لطائف المعارف لابن رجب ص 24 - مؤسسة الريان - بيروت. [2] المصدر السابق.
نام کتاب : حطم صنمك وكن عند نفسك صغيرا نویسنده : مجدي الهلالي جلد : 1 صفحه : 64