فليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبلتان" [1]، وفي رواية أنه: "صلَّى أربعًا، فقيل له: عِبْتَ على عثمان ثم صليت أربعًا، قال: الخلاف شر" [2].
قال شيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "سبب الاجتماع والأُلفة جمع الدين، والعمل به كله، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، كما أمر به باطنًا وظاهرًا.
وسبب الفرقة: ترك حظ مما أُمر العبد به، والبغي بينهم.
ونتيجة الجماعة: رحمة الله ورضوانه، وصلواته، وسعادة الدنيا والآخرة، وبياض الوجوه.
ونتيجة الفرقة: عذاب الله ولعنته، وسواد الوجوه، وبراءة الرسول منهم" [3] اهـ.
ومن أهم المظاهر التي تشد المسلمين شدَّا إلى حبل الله وصراطه المستقيم المواظبة على حضور صلاة الجماعة حتى في أحلك أوقات الفتن، باعتبار ذلك من مظاهر التعاون على البرِّ والتقوى، وهي -إن لم تستأصل الفتنة- فإنها تُحَجِّم أضرارها، وتذكر المسلمين بأخوة الإيمان، ووحدة العقيدة، واستصحاب أصل الائتلاف والتلاحم.
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ خِيَارٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَقَالَ: "إِنَّكَ إِمَامُ عَامَّةٍ، وَنَزَلَ بِكَ مَا نَرَى، [1] أخرجه البخاريّ في "صحيحه" (2/ 656 - فتح). [2] رواه أبو داود (2/ 491، 492) رقم (1960)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (1/ 369)، وانظر: "شرح النووي على مسلم" (5/ 204).
(3) "مجموع الفتاوى" (1/ 17).