وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى يَمُرَّ الرجلُ بقبر الرجلِ، فيقول: يا ليتني مكانَهَ [1]، [ما به حُبُّ لقاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ [2]] ".
ويشهد لهذه الزيادة ما رواه أبو حازم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا بلفظ: "يا ليتني كنتُ مكانَ صاحبِ هذا القبرِ، وليس به الدينُ، إلا البلاء" [3].
قال القرطبي -رحمه الله تعالى-: "وكأن هذا إشارة إلى أن كثرة الفتن وشدة المحن والمشقات والأنكاد اللاحقة للإنسان في نفسه وماله وولده قد أذهبت الدينَ منه ومِن أكثر الناس، أو قللت الاعتناء به من الذي يتمسك بالدين عند هجوم الفتن، ولذلك عظم قدر العبادة في حالة الفتن، حتى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "العبادة في الهَرْجِ كهجرةٍ إليَّ ([4]) ". اهـ [5].
وقال أيضًا- رضي الله عنه -: "وأما الحديث: فإنما هو خبر أن ذلك يكون لشدة ما ينزل بالناس من فساد الحال في الدين، وضعفه، وخوفِ ذَهابه، لا لضُر ينزل بالمرء في جسمه أو غير ذلك من ذهاب ماله [1] رواه البخاريّ (6/ 2605) رقم (6704)، ومسلم (4/ 2231) رقم (157)، والإمام أحمد (2/ 236)، دون قوله: "ما به حب لقاء الله عز وجل". [2] أخرجه الإِمام أحمد (2/ 530)، وقال الألباني: "صحيح على شرط مسلم" كما في "الصحيحة" رقم (578). [3] أخرجه ابن ماجه (2/ 1340) رقم (4037). [4] رواه مسلم (4/ 2268) رقم (2948).
(5) "التذكرة" (3/ 1142، 1143).