«نعم» قال: إني معها في البيت! قال: «استأذن عليها» فقال: إني أخدمها!! قال: «أتحب أن تراها عريانة»؟ قال: لا, قال: «فاستأذن عليها» (1)
ويستأذن الإنسان على أمه؛ لأنه قد تكون الأم في غرفتها الخاصة على هيئة لا تحب أن يرى منها هذا الشيء, وكذلك الأخ على أخيه, والبنت على أخيها, ومن باب أولى الذكر على الأنثى, وهذا الأثر عند مالك وقال عنه ابن عبد البر: [2] هو مرسل صحيح لا يصح وصله من طريق. ا. هـ
لكن معناه لا شك فيه, وسواءً كان باب الغرفة التي يستأذن عليها مفتوحاً أو مغلقاً, أما الصبية الذين لا يميزون، فينبغي أن يكون معهم من يربيهم على هذه الآداب, ومما ذكر عن ابن عمر - رضي الله عنه -: أنه إذا أراد جماع أهله يُخرج من في البيت, حتى الصبي الذي في المهد يأمر به فيخرج, فيأتي أهله.
ولأن بعض الصبية الصغار تقع هذه الرؤية في مخيلته وذاكرته فلا ينساها، فإذا كبر صارت هذه الصورة في مخيلته، وقد تقوده إلى ما لا
(1) أخرجه مالك (رقم:3538) عن عطاء، وابن أبي شيبة (رقم:17890) عن زيد بن أسلم. [2] التمهيد (16/ 229) طبعة: مؤسسة قرطبة.