بعده على يمين الساقي، لا من على يمين المسقي, وقال: هذا هو الفهم الصحيح للحديث, وقال: لأنه - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الأيمن فالأيمن» [1] وفي قصة اللبن كان الساقي هو النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أعطي النبي - صلى الله عليه وسلم - اللبن, بينما إذا كان الأمر شاي أو قهوة، وما أشبه ذلك، فإنك تعطي رئيس المجلس، ثم على يمينك أنت ليس على يمين المسقي, وهذا ما قال به شيخنا ابن عثيمين - رحمه الله - وفيه نظر؛ لأنه لا فرق، وذلك لأمرين:
الأمر الأول: فإن جهة اليمين عادةً عند الناس أفضل من جهة الشمال, والذي يجلس على يمين الرئيس أفضل في الجملة, وهو في محل الإكرام وهم الأشرف.
والأمر الثاني: أن السنة -كما قررنا- أن الإنسان يدفع الإناء إلى الساقي, ثم بعد ذلك يدور, مع العلم أن الساقي حينئذٍ يمر على يساره, فتبين بهذا أن المراد عن اليمين يمين أول مسقي, وعلى هذا فلا فرق بين صب الشاي والقهوة وبين الإناء الذي يطوف, وهذا اختيار شيخنا ابن باز - رحمه الله. [1] سبق تخريجه.