وهذا الحديث في إسناده اختلاف كثير واضطراب، وقد ذكره ابن أبي حاتم في العلل [1] , والدارقطني في علله [2] , وأعرض عنه صاحبا الصحيح, وقد أومأ أبو حاتم إلى أنه موقوف، وجاء أيضاً في معنى هذا الحديث أخبار, وهو يدل على التحذير من كون الإنسان ينام وفي يده دسومة طعام.
الغمر -ضُبط بالتسكين وبالفتح- هي زهومة اللحم. (3)
والإنسان قد ينام ويكون في يده من بقايا الأكل, فربما أتت دابة وحسبت أن هذا طعاماً أو لحماً فنهشته, فأصابه إما مرض, أو سمّته فمات, أو ما أشبه ذلك, وفي بعض ألفاظ الحديث: «فأصابه وَضَح» (4) [1] قال ابن أبي حاتم: قال أبي هذا خطأ، في أصل جرير عن أبي صالح، عن أبي هريرة، موقوف، الشيء الذي أوقفه ابن حميد فما بقي مع أن يحيى بن المغيرة أيضا أوقفه. علل الحديث لابن أبي حاتم (رقم: 2202). [2] علل الدارقطني - (10/ 202) دار طيبة الرياض ط1.
(3) فيض القدير للمناوي (1/ 214) (المكتبة التجارية الكبرى - مصر، ط1).
(4) أخرجه الطبراني (رقم: 5435) عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -. قال الهيثمي (5/ 30): إسناده حسن.==
== وفيه: مطلب بن شعيب الأزدي أورده ابن عدي الجرجاني في الضعفاء (رقم: 1945 - دار الفكر) وقال: له حديث منكر عن كاتب الليث فيه شئ، وسائر أحاديثه عن أبي صالح مستقيمة. وقال الحافظ في اللسان (9/ 51): وقد أكثر الطبراني عن مطلب هذا وهو صدوق.
وعبد الله بن صالح: أورده العجلي في الثقات (رقم: 908 - مكتبة الدار - المدينة المنورة)، وابن حبان في الثقات (رقم: 13834 - دار الفكر) وقال فيه ابن أبي حاتم: روى عنه أبي وأبو زرعة قال أبي هو صدوق. التعديل والتجريح للباجي (رقم: 830 - دار اللواء، الرياض)
وذكره العقيلي في الضعفاء (4/ 296)، وقال فيه كلاماً عن الإمام أحمد وليس في كلامه جرحاً معتبراً. وأورده النسائي في الضعفاء والمتروكين (رقم: 334) وقال: ليس بثقة كذلك لم يذكر فيه جرحاً جرح به، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل في العلل ومعرفة الرجال (رقم: 4919): سألت عن عبد الله بن صالح كاتب الليث، فقال: كان أول أمره متماسك ثم فسد بأخرة وليس هو بشيء.
قال أبو عبد الله الذهبي في الكاشف (رقم: 2780): عبد الله بن صالح أبو صالح الجهني مولاهم المصري كاتب الليث عن معاوية بن صالح وموسى بن علي وعنه البخاري وابن معين وبكر بن سهل: وكان صاحب حديث فيه لين. قال أبو زرعة: حسن الحديث لم يكن ممن يكذب. وقال الفضل الشعراني: ما رأيته إلا يحدث أو يسبح. وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث له أغاليط. وكذبه جزرة.
وخلاصة الكلام فيه ما قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (10/ 405): وبكل حال، فكان صدوقا في نفسه، من أوعية العلم، أصابه داء شيخه ابن لهيعة، وتهاون بنفسه حتى ضعف حديثه، ولم يترك بحمد الله، والأحاديث التي نقموها عليه معدودة في سعة ما روى.