«إنما يلبس هذه في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة» [1] والأحاديث في ذلك كثيرة.
وأما التحلي بالذهب: ففي الباب حديث علي: أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذهباً بيمينه وحريراً بشماله، فقال: «إن هذين حرام على ذكور أمتي حِل لإناثهم» رواه الأربعة. (2) [1] أخرجه البخاري (رقم: 2470 و 2476) ومسلم (رقم: 2068) ولفظه: عن ابن عمر - رضي الله عنه -، قال: رأى عمر عطارداً التميمي يقيم بالسوق حلة سيراء، وكان رجلاً يغشى الملوك ويصيب منهم، فقال عمر: يا رسول الله إني رأيت عطارداً يقيم في السوق حلة سيراء، فلو اشتريتها فلبستها لوفود العرب إذا قدموا عليك، وأظنه، قال: ولبستها يوم الجمعة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة» فلما كان بعد ذلك أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحلل سيراء، فبعث إلى عمر بحلة، وبعث إلى أسامة بن زيد بحلة، وأعطى علي بن أبي طالب حلة، وقال: «شققها خمرا بين نسائك»
قال: فجاء عمر بحلته يحملها، فقال: يا رسول الله بعثت إلي بهذه، وقد قلت بالأمس في حلة عطارد ما قلت، فقال: «إني لم أبعث بها إليك لتلبسها، ولكني بعثت بها إليك لتصيب بها» وأما أسامة فراح في حلته، فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظراً عرف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أنكر ما صنع، فقال: يا رسول الله ما تنظر إلي؟ فأنت بعثت إلي بها، فقال: «إني لم أبعث إليك لتلبسها، ولكني بعثت بها إليك لتشققها خمرا بين نسائك».
(2) أخرجه أحمد (رقم: 750 و 935) وأبو داود (رقم: 4059) والنسائي (رقم: 5144) وابن ماجه (رقم: 3595) وأخرجه أيضًا: ابن أبى شيبة (رقم: 24659) والبزار (رقم: 886) وأبو يعلى (رقم: 272) وابن حبان (رقم: 5434) والبيهقي (رقم: 4019).