مطبوع صغير للخلال, فإن حنبل يروي عن أحمد روايات لا يتابعه فيها أصحاب الإمام أحمد, بل يغلِّطه أيضاً بعض أصحاب أحمد, وقد غلطوه في عدة مسائل معروفة مشهورة، يعرفها من له نظر في مذهب أحمد - رحمه الله - وأيضاً فأحمد قد يذكرها تسمّحاً في المذاكرة، كما أن الإمام أحمد يقول بمقتضى أحاديث التسمية في الوضوء, والمشهور عنه أنه قال: لا يصح في هذا الباب شيء.
ونوقش هذا بأننا لسنا بحاجة إلى هذا النقل عن أحمد فيكفينا ما تقدم.
ومن الطعون على هذه الرواية أن البخاري قد عدل عن رواية جابر هذه أصلاً، ولم يخرجها في الصحيح, وأجيب بأنه يكفي أن الإمام مسلم أخرجها, وكم من حديث أخرجه مسلم وعدل عنه البخاري, وهو صحيح لا مطعن في صحته عند الحفاظ.
وأما قولهم بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أطلق الصبغ وقال: «وخالفوهم»
وترك البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، وقد صح عن جماعة من الصحابة الصبغ بالسواد؛ كالمغيرة بن شعبة، والحسن، والحسين، وجرير ابن عبد الله، وسعيد بن أبي وقاص، وعمر، وعثمان، وعقبة بن عامر، فأجيب