ذلك!! وهذا كله من التمحل والإفلاس في رد الأحاديث الصحيحة, وقد ردَّ عليه من رد, والمسألة معروفة, والأحاديث فيها صحيحة, والإجماع فيها متناقل, أو شبه إجماع.
والحكمة في تحريمها ظاهرة, لما فيها من إفساد القلب, والتطلع إلى المحرمات, وفتح باب الشهوات, والإعراض عن قراءة القرآن والذكر, ومن ألِف قلبه الغناء والمزامير والطبول, ابتعد عن القرآن وسماع الذكر, وهذا واضح لا يشك فيه أحد.
وقد قال أحد السلف: الغناء رقية الزنا. (1)
وقال ابن القيم في نونيته:
حُبُّ الكتاب وحُبُّ ألحان الغناء ... في قلب عبدٍ ليس يجتمعان. (2)
ولا يوجد في قلب أحد حُبُّ الغناء وسماعه؛ إلا وينصرف عن سماع القرآن.
(1) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي (رقم: 55) عن الفضيل بن عياض. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (6/ 506) لابن أبي الدنيا والبيهقي.
(2) القصيدة النونية (1/ 80).