وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - الذي في السنن (وفي إسناده مقال): أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أن تُبنى المساجد في الدور وأن تطيب. [1] والدور المراد بها الأحياء، فلا يكون فيها شيء من قلامة الأظفار, ولا تقص فيها الشعور, ولا تعمل فيها الصنائع، بل تصان عما هو أولى من ذلك, كالبيع والشراء, وقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إذا رأيتم الرجل يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك» (2)
غير أنه لا يكره إذا قل شيء من ذلك, كرقع الثوب, أو خصف النعل, أو تشريكها إذا انقطعت, فهذا لا بأس به؛ لأنها أعمال يسيرة لا تنافي حرمة المسجد. [1] أخرجه أحمد (رقم: 26429) وأبو داود (رقم: 455) والترمذي (رقم: 594) وابن ماجه (رقم: 759).
(2) أخرجه عبد الرزاق (رقم: 1725) والنسائي (رقم: 10004) الترمذي (رقم: 1321) وقال: حسن غريب. والدارمي (رقم: 1401) وابن خزيمة (رقم: 1305) وابن حبان (رقم: 1650) والحاكم (رقم: 2339) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.