عليك فلا تبتدئه, فإذا قال هو: السلام عليكم ورحمة الله, فقل: وعليكم السلام, وهل يقول: ورحمة الله؟ نعم, يقول: ورحمة الله, وأما قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)} (1)
فمعنى تبين لهم: أي بالموت, فعلى هذا فلا بأس بالرد عليه: وعليكم السلام ورحمة الله, وإسلام الكافر ممكن, وهذا إذا أوضح لفظ السلام, وقد كان اليهود يسلمون على النبي - صلى الله عليه وسلم - , فيقولون: السام عليك يا محمد- أي الموت- فيقول عليه الصلاة السلام: «وعليكم» (2)
واختلف أهل العلم في الرد على أهل الكتاب, هل يقول وعليكم مطلقاً سواء أفصحوا اللام أم لم يفصحوا؟
(1) التوبة: 113.
(2) أخرجه البخاري (رقم: 2777) ولفظه عن عائشة رضي الله عنها: أن اليهود دخلوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليك. فلعنتهم. فقال: «ما لك» قلت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: «فلم تسمعي ما قلت وعليكم» وفي (رقم:5902): عن ابن عمر - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم السام عليك، فقل: وعليك».