أيضاً قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [1] ومن الفواحش الباطنة: الكبر.
وهذا الكبر له علامات خارجية, وهو محرم وإن لم يظهر على صاحبه أي علامة, ولكن قد يظهر له علامات خارجية, فمنها ما نص عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، من قوله: «بطر الحق، وغمط الناس»
فمن صور الكبر دفع الحق, ورفضه, وعدم قبوله, والالتفاف عليه, وتأويله, وازدراء الناس, واحتقارهم.
ومن صور الكبر المشي بخيلاء وزهو.
ومن صوره الإسبال, كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «وإياك وإسبالَ الإزار فإن إسبالَ الإزار من المَخِيلَة» (2) [1] الأنعام: 151.
(2) أخرجه الطيالسي (رقم: 1208) وأحمد (رقم 20651) وأبو داود (رقم: 4084) والنسائي (رقم: 9691) والطبراني (رقم: 6384) وابن حبان (رقم: 522) وغيرهم، ولفظه: عن جابر بن سليم الهجيمي - رضي الله عنه -: انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محتب في بردة له؛ كأني انظر إلى هدابها على قدميه، فقلت: يا رسول الله أوصني، قال: «اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، وأن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وإسبال الإزار، فان إسبال الإزار من المخيلة، ولا يحبها الله، وإن امرؤ شتمك وعيرك بأمر هو فيك، فلا تعيره بأمر هو فيه، ودعه يكون وباله عليه، وأجره لك، ولا تسبن شيئاً» =
= قال: فما سببت بعد قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دابة ولا إنساناً. وهذا لفظ أبو داود الطيالسي.