وقالوا: وإن كان إدراك البصر أتم, لكن إدراك السمع أكمل وأشرف, فبه يعرف كلام الله عز وجل, وكلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ومكارم الأخلاق, وقال ابن القيم أيضاً: وترى الشخص الذي لا يسمع وهو يبصر في وادٍ, والناس في وادٍ آخر.
والأصل فيما ذكر المؤلف: ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن زمعة - وعبد الله بن زمعة صحابي مقل له أحاديث قليلة جداً -: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعظ الصحابة بعدما اجتمع معهم في يوم من الأيام, وقال: «علام يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم لعله يضاجعها آخر اليوم» ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة، وقال: «لم يضحك أحدكم مما يفعل» ([1])؟
وقيل أنهم كانوا في الجاهلية إذا أحدث أحدهم بصوت في المجلس, يضحك بعضهم على بعض, فنهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك, فصار في الضحك من الضرطة مشابهةً لكفرة الجاهلية الأولى, وأما الكفرة المعاصرون فأظنهم لا يبالون بهذا. [1] أخرجه البخاري (رقم: 4658) ومسلم (رقم: 2855).