محمد بن أعين وكان صاحب ابن المبارك في الأسفار، وكان كريماً عليه؛ قال: كان ذات ليلة ونحن في غزاة الروم ذهب ليضع رأسه ليريني أنه ينام. فقلت أنا برمحي في يدي قبضت عليه ووضعت رأسي على الرمح كأني أنام كذلك. قال: فظن أني قد نمت، فقام فأخذ في صلاته، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمقه.
فلما طلع الفجر جاء فأيقظني وظن أني نائم وقال: يا محمد. فقلت: إني لم أنم.
قال: فلما سمعها مني، ما رأيته بعد ذلك يكلّمني ولا ينبسط إليّ في شيء من غزاته كلها، كأنه لم يعجبه ذاك مني لما فطنت له من العمل.
فلم أزل أعرفها فيه حتى مات. ولم أر رجلاً قطّ أسرَّ بالخير منه [1]. [1] الجرح ويالتعديل: لابن أبي حاتم 1/ 266.