معصية توبةً نصوحًا قبل الموت، ويتدارك ما فرط من تقصير في فرائض الله - عز وجل، ورد المظالم إلى أهلها، واستحلال كل من تعرض له بلسانه ويده وسطوته بقلبه، وتذكر ما سلف من جناية نفسه عليه، ويُوقن أن في طاعتها هلاكه يوم معاده، وذله في حياته الدنيا، وأن في عصيانها نجاته في آخرته وعزه في حياته الدنيا كما قال الحسن في شأن العصاة: «إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين، إلا أن ذُل المعصية لا يجاوزهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه»!
وقال بعض السلف: إني لأرى أثر المعصية في خُلُق دابتي وأهلي.
فيعزم بقلبه على تأديبها، ويواظب على توقيفها والإلحاح على معاتبها ويداوم على موعظتها وتذكيرها بربها الذي لا بد لها من المصير إليه.
4 - عز نفسه عن مواطن المعصية، ومفارقة قرناء السوء ومقاطعتهم، ما داموا على حالهم، واستبدالهم بصحبة أهل الخير، الذين يُذَكِّرونه إذا نسي ويعينونه إذا ذكر ويقومونه إذا اعوج، ويقودونه إلى الحق وإلى الطريق المستقيم.