نام کتاب : الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح نویسنده : العقيلي، سعود بن محمد جلد : 1 صفحه : 73
والحكمُ في سبِّ سائر الأنبياء كالحكم في سبِّ نبيِّنا محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك الحكم في سبِّ الملائكة أو أحد منهم؛ ذكر ذلك القاضي عياض [1].
ومن أنواع اللَّعن: لعنُ المعيَّن من عصاة المسلمين.
قال ابنُ العربيّ المالكيّ: (فأمَّا العاصي المعيَّن فلا يحوز لعنُه اتِّفاقاً) [2].
وقال شيخُ الإسلام ابن تيمية: (وأما الفاسق المعين فلا تنبغي لعنته) [3].
وقال الغزاليُّ: (إنَّ لعنَ فاسق بعينه غيرُ جائز؛ وعلى الجملة ففي لعن الأشخاص خطرٌ فليجتنب، ولا خطرَ في السُّكوت عن لعن إبليس مثلاً فضلاً عن غيره) [4].
وقال النَّوويّ: (وأمَّا المعيَّن فلا يجوز لعنه) [5].
- ومن الأدلة على ذلك:
1 - ما رواه عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- أنَّ رجلاً كان على عهد النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كان اسمُه عبد الله وكان يُلَقَّبُ حماراً، وكان يضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد جلده في الشَّراب، فأتى به يوماً فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهمَّ العنْه ما أكثر ما يؤتى به. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تلعنوه فوا الله ما علمت، إنَّه يحبُّ الله ورسوله» [6]. [1] الشفا (2/ 1097). [2] أحكام القرآن (1/ 75). [3] مجموع الفتاوى (6/ 75). [4] إحياء علوم الدين (3/ 113). [5] شرح مسلم للنووي (11/ 334). [6] رواه البخاري في كتاب الحدود برقم (6780).
نام کتاب : الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح نویسنده : العقيلي، سعود بن محمد جلد : 1 صفحه : 73