responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاستعداد للموت نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 212
قَالَ تَعَالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأنعام: 17].
وَأَعمَالُ الجَوارِحِ الصّالحةُ تَابِعةٌ لأَعمالِ القُلُوبِ، فعن عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِىِّ قال: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضى الله عنه - عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» .. (1)
والأعمَالُ السَّيِّئة الشِّرِّيرَة سَبَبٌ لِكُلِّ شرٍّ في الدّنيَا والآخِرة، كما قَالَ تَعَالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ [الشّورَى: 30]، وقَالَ تَعَالى: ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم: 41].
وَالعَبدُ مَأمُورٌ بالطّاعاتِ وَمَنهِيٌّ عن المحرَّمَاتِ في جمِيعِ الأوقاتِ، ولكنَّه يَتَأَكَّد الأَمرُ بالعَمَلِ الصَّالحِ في آخِرِ العُمر وفي آخِرِ ساعةٍ مِنَ الأجَل، ويَتَأَكَّد النَّهيُ عَنِ الذّنوبِ في آخرِ العمرِ وفي آخر ساعةٍ من الأجَل؛ فعَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ." [2].
فمَن وفَّقَه الله للعَمَلِ الصَّالحِ في آخر عمرِه وفي آخرِ ساعةٍ من الأجَل فقَد كتَب الله له حُسنَ الخاتمة، ومَن خذَله الله فَخَتَم ساعَةَ أجلِه بعَمَل شرٍّ وذَنبٍ يُغضِب الربَّ فقد خُتِمَ له بخاتمةِ سُوءٍ والعياذُ بالله.
وَقَد حثَّنَا اللهُ تَعَالى وأمَرَنَا بالحِرصِ عَلَى نَيلِ الخاتمةِ الحسَنةِ، فقَالَ تَعَالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران: 102].
والسَّعيُ لحُسنِ الخَاتمَةِ غَايَةُ الصَّالحِينَ وهِمّةُ العِبادِ المتَّقِين ورَجاءُ الأبرارِ الخائفِينَ، قالَ تعالى: وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [البقرة: 132]، وَقَالَ تَعَالى في وَصفِ أُولي الأَلبَابِ: رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا

(1) - صحيح البخارى- المكنز - (1)
[2] - صحيح ابن حبان - (2/ 52) (340) صحيح
نام کتاب : الاستعداد للموت نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست