أَسْمَاءَكُمْ» أخرجه أبو داود وفيه انقطاع، ولحديث ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «الْغَادِرُ يُرْفَعُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ» أخرجه البخاري (6177)
وقال أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي: ينبغي أن يرشد الميت في قبره حيث يوضع فيه إلى جواب السؤال، و يذكر بذلك فيقال له: قل الله ربي. و الإسلام ديني. ومحمد رسولي فإنه عن ذلك يسأل. كما جاءت به الأخبار على ما يأتي إن شاء الله. وقد جرى العمل عندنا بقرطبة كذلك. فيقال: قل هو محمد رسول الله وذلك عند هيل التراب و لا يعارض هذا بقوله تعالى: {وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ} (22) سورة فاطر. و قوله: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} (80) سورة النمل، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد نادى أهل القليب وأسمعهم وقال: ما أنتم بأسمع. ولكنهم لا يستطيعون جواباً، وقد قال في الميت: إنه ليسمع قرع نعالهم. وأن هذا يكون في حال دون حال و وقت دون وقت [1].
قلتُ: هذا التلقين ليس فيه جديداً, لأن مفرداته ثابتة بنصوص صحيحة, والمنكر فيه عندي هو لفظة يا ابن فلانة, لأن الثابت بالنصوص الشرعية النسبة للأب لا الأم. ولهذا استحبَّ هذا التلقين كثير من السلف والخلف.
وأمَّا ما زعمه الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله- في الضعيفة (599) من رده للحديث واعتباره منكراً وذلك بسبب عدم إطلاعه على بقية أسانيده وشواهده حيث قال: " وجملة القول: أن الحديث منكر عندي إن لم يكن موضوعاً. ونقل عن الصنعاني في سبل السلام: "ويتحصل من كلام أئمة التحقيق أنه حديث ضعيف والعمل به بدعة, ولا يغترَّ بكثرة من يفعله".
أقولُ:
هذا كلامٌ مردودٌ من الاثنين، فمن هم الذين أنكروا الحديث من السلف؟! ومن قال من السلف بأن العمل بهذا الحديث بدعة؟! [1] - التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة - (ج 1 / ص 133)