نام کتاب : الأذكار - ت مستو نویسنده : النووي، أبو زكريا جلد : 1 صفحه : 244
110 ـ بابُ ما يقولُه من أَيِسَ من حَياتِه
[1/ [377]] روينا في كتاب الترمذي وسنن ابن ماجه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو بالموت وعنده قدحٌ فيه ماء، وهو يُدْخِلُ يدَه في القدح ثم يمسحُ وجهَه بالماء، ثم يقولُ: "اللَّهُمَّ أعِنِّي على غَمَرَاتِ المَوْتِ وَسَكَرَاتِ المَوْتِ".
[3/ [378]] وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو مستندٌ إليّ يقول: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْنِي وألحِقْني بالرَّفِيقِ الأعْلَى".
ويستحبّ أن يكثرَ من القرآن والأذكار، ويُكره له الجزع [1]، وسوء [377] الترمذي (978)، وابن ماجه (1623)، والنسائي في "اليوم والليلة" (1093)، و"غمرات الموت": شدائده. و"سكرات الموت": جمع سَكْرة، وهي شدّته التي تُفقد الوعي.
فائدة: قال القرطبي "صاحب كتاب المفهم شرح صحيح مسلم": في تشديد الموت على الأنبياء فائدتان: إحداهما: تكميل فضائلهم ورفع درجاتهم وليس ذلك نقصًا ولا عذابًا، بل هو كما جاء "إن أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل".
والثانية: أن يعرف الخلقُ مقدار ألم الموت، فقد يطلع الإِنسان على بعض الموتى ولا يرى عليه حركة ولا قلقًا ويرى سهولة خروج روحه، فيظن الأمر سهلًا ولا يعرفُ ما الميتُ فيه، فلما ذكرَ الأنبياءُ الصادقون شدّة الموت مع كرامتهم على الله سبحانه، قطعَ الخلقُ بشدة الموت الذي يقاسيه الميت مطلقًا؛ لإِخبار الصادق عنه ما خلا الشهيد قتيل الكفّار على ما ثبت في الحديث. الفتوحات الربانية، لابن عَلاَّن 4/ 96. [378] البخاري (4440)، ومسلم (2444)، والموطأ 1/ 238ـ239، والترمذي (3490)، وهو في المسند 6/ 89. [1] في "د": "ويُكره الأنينُ والجزعُ ... "
نام کتاب : الأذكار - ت مستو نویسنده : النووي، أبو زكريا جلد : 1 صفحه : 244