نام کتاب : أصول الوصول إلى الله تعالى نویسنده : محمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 153
إخوتاه , إن المتفقه فى سيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم لا يجد لحظة استراح فيها , فأيامه كلها جهاد وتعب ومشقة .. وإن العين لتذرف رأفة ورحمة به .. مشى كثيرا وجرى كثيرا .. جاع شهورا وكان يأكل الدّقّل ... (أردأ التمر) وربما لا يجده .. سهر السنين الطويلة .. ونام على الحصير .. ولم يلبس الديباج أو الحرير .. عاش هذه الدنيا فى كد ونصب , ليقيم الحق ويبلغ دعوة ربه , بأبى هو وأمى ونفسى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أرسل بالمدثر فقام صابرا محتسبا , فلم يهدأ حتى جاءه نصر الله , ودخل الناس فى دين الله أفواجا.
هكذا عاشها رسول الله صلى الله عليه وسلم , وتريد أنت أن تعيشها نظيفة حلوة! .. تريد أن تعيشها ممتعا معافى! تريد أن تعيشها فى راحة وأمان! لا يا أخى .. هذه دنيا الأصل فيها المشاكل والأحزان , وإلا لما كان هناك اشتياق للآخرة .. الدنيا - يا أخى - للعمل والتعب والجد والاجتهاد , فلا تلبس ثياب الفراغ أثناء العمل.
الدنيا شغل .. شغل للآخرة , فالزم الشغل حتى تمر هذه الدار بسلام .. فإذا أردت زوجة فلتكن ما تكون .. قصيرة أو نحيفة أو .. أو .. المهم أن تكون صاحبة دين و " بنت أصول " .. ولا تتنازل عن هذين الشرطين أبدا .. وارض بها مهما كانت صفاتها , واتخذها بلغة [أى ما تتبلغ به] إلى الجنة .. وفى الجنة سيصنعها الله لك من جديد " إنا أنشأناهنّ إنشاء * فجعلناهنّ أبكارا * عربا أترابا " (الواقعة: 35 - 37) , بل ويزيد لك سبعين حورية من الحور العين .. الزم الشغل ولا تحزن على شىء من الدنيا ولا تفكر
نام کتاب : أصول الوصول إلى الله تعالى نویسنده : محمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 153