responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وجهة العالم الإسلامي نویسنده : مالك بن نبي    جلد : 1  صفحه : 131
(مالتوس) القائلة بتحديد النسل للموازنة بين الثروة وبين مستهلكيها، تشرع في تطبيق هذا التحديد على الأشياء المستهلكة لا على المستهلكين.
لم تنهض أية سلطة روحية للتنديد بتلك الفضيحة، فأولئك الذين كانوا يستطيعون إنقاذ أوربا من فوضاها الاقتصادية لم تكن حاجات الشعوب لديهم مربحة، فإن الشعوب المستعمَرة العارية الجائعة لم تكن تستطيع أن تشتري شيئاً، فلقد عدها المستعمرون مجرد أدوات للعمل، فخرجت بذلك من عداد المستهلكين.
إن النظام الذي خلق الفوضى في أوربا ذو صبغتين، فهو علمي واستعماري في آن واحد، فإذا ما كان في أوربا فكَّر بمنطق العلم، أما إذا انساح في العالم فإنه يفكر بعقلية الاستعمار، حتى إذا وافى إبان الأزمة عام 1930 كان المنطقان قد امتزجا، وبلغ الوحش بهذا الامتزاج أبلغ أحوال الضراوة.
وبتأملنا للظواهر في تخلقها، نجد أن حريق عام 1939، لم يكن سوى عودة للضرام، في لحظة نقم فيها ميكيافيلي على نفسه، وسخط الشيطان على عمله، فهدم ما كان قد بناه، وتلك لحظة تهب فيها ريح القضاء المبرم على شراع الإنسانية المشرع، حتى يبلغ القدر مداه، لقد علمنا رسول الله (محمد) - صلى الله عليه وسلم - وهو النبي الاجتماعي درساً قال فيه: «من حفر مغواة لأخيه أوشك أن يقع فيها» [1]، وكان أخوف ما يخاف على أمته ما ترتكب من مظالم لا ما تتعرض له منها [2].
ولقد صدق تاريخ عصرنا لسوء الحظ هذا الحكم، فأوربا التي كان عليها أن تهدي سعي الإنسانية، قد اتخذت من مشاعل الحضارة (فتيلاً) يحرق بدل أن

[1] غريب الحديث 3/ 334.
[2] يتفق هذا في المعنى مع ما ورد في إحدى وصايا عمر بن الخطاب رضي الله عنه التي قال فيها: ((باعد بين جنودك وبين المعصية، فإن ذنوب الجيش أخطر من عدوهم، وما لم ننتصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا)).
نام کتاب : وجهة العالم الإسلامي نویسنده : مالك بن نبي    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست