نام کتاب : هداية القرآن للتي هي أقوم نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 287
وقال ابن القيم: "هجر القرآن أنواع ... الرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه" [1].
ثانياً: ما ورد في السنة في مسألة التدبر:
1 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده" [2].
فالسكينة والرحمة والذكر مقابل التلاوة المقرونة بالدراسة والتدبر.
أما واقعنا فهو تطبيق جزء من الحديث وهو التلاوة أما الدراسة والتدبر فهي - في نظر بعضنا - تؤخر الحفظ وتقلل من عدد الحروف المقروءة فلا داعي لها.
2 - روى حذيفة - رضي الله عنه -: "أنه صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فكان يقرأ مترسلاً إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ" (3)
فهذا تطبيق نبوي عملي للتدبر ظهر أثره بالتسبيح والسؤال والتعوذ.
3 - عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)) [المائدة: 118] [4].
فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقدم التدبر على كثرة التلاوة، فيقرأ آية واحدة فقط في ليلة كاملة.
4 - عن ابن مسعود قال: "كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن" [5].
فهكذا كان منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في تعليم الصحابة القرآن: تلازم العلم والمعنى والعمل؛ فلا علم جديد إلا بعد فهم السابق والعمل به. [1] - بدائع التفسير 2/ 292. [2] - رواه مسلم، ح/2699.
(3) - رواه مسلم، ح /772. [4] - رواه أحمد، ح /20365. [5] - رواه الطبري في تفسيره، 1/ 80.
نام کتاب : هداية القرآن للتي هي أقوم نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 287