نام کتاب : مواقف الصحابة - رضي الله عنهم - في الدعوة إلى الله تعالى نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 26
بدأ بأهله، وتقدم إليهم بالوعظ لهم، والوعيد على خلافهم أمره، فعن سالم بن عبد اللَّه بن عمر قال:)) كان عمر إذا صعد المنبر فنهى الناس عن شيء جمع أهله، فقال: إني نهيت الناس عن كذا وكذا، وإن الناس ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم، وأقسم باللَّه لا أجد أحداً منكم فعله إلا أضعفت عليه العقوبة (([1].
وهذا من أعظم مواقف الحكمة؛ لأن الناس ينظرون إلى الداعية ومدى تطبيقه العملي والقولي لما يدعو إليه، كما ينظرون إلى تطبيقه ذلك على أهله ومن تحت يده.
المطلب الرابع: موقفه الحكيم في دعوته بتواضعه للَّه تعالى
كان عمر - رضي اللَّه عنه وأرضاه - مع قوته في دين اللَّه، وشجاعته، وشدته على أعداء اللَّه، وهيبة الناس له، وفرار الشيطان منه، كان مع ذلك كله متواضعاً، وقَّافاً عند حدود اللَّه، وقد كان يقول: أحبّ الناس إليّ من أهدى إليّ عيوبي [2]. ومن ذلك ما يلي:
(أ) عندما مر بالجابية على طريق إيلياء وجلس عندهم، قيل له: أنت ملك العرب، وهذه بلاد لا تصلح بها الإبل، فلو لبست شيئاً [1] انظر: تاريخ الأمم والملوك للإمام الطبري، 2/ 68، والكامل في التاريخ لابن الأثير، 3/ 31، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر، 3/ 404، وأعلام المسلمين للبيطار، 2/ 54. [2] انظر: مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لابن الجوزي، ص154، وأعلام المسلمين لخالد البيطار، ص59.
نام کتاب : مواقف الصحابة - رضي الله عنهم - في الدعوة إلى الله تعالى نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 26