نام کتاب : مواقف التابعين وأتباعهم في الدعوة إلى الله تعالى نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 11
فيما عندهم لرغبوا فيما عندكم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيكم، أبعد اللَّه من أبعد [1].
وهذا الموقف حكيم عظيم؛ لأن الداعية إلى اللَّه ينبغي أن يستغني عن الناس وعن أموالهم وصدقاتهم، وخاصة الأكابر والسلاطين، فلا يقف على أبوابهم ولا يسألهم، حتى يكون لدعوته ولعلمه الأثر في نفوسهم وفي نفوس غيرهم، ولهذا وجَّه الحسن القراء لذلك؛ لأن من استغنى باللَّه افتقر الناس إليه [2].
المطلب الثالث: من مواقف عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -:
يرى كثير من العلماء أن عمر بن عبد العزيز [3] من المجددين على رأس المائة الأولى، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن اللَّه يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يُجدّد لها دينها)) [4]. [1] انظر: حلية الأولياء، 2/ 150، وسير أعلام النبلاء، 4/ 586. [2] انظر: حلية الأولياء، 2/ 173، والبداية والنهاية، 9/ 100. [3] عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، وأمه أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، ولد سنة 63هـ، وقيل 61هـ، أرسله والده إلى المدينة يتفقه في الدين، فلما توفي والده أخذه عمه عبد الملك بن مروان، وزوجه بنته فاطمة، وعندما ولي الوليد بن عبد الملك ولاه المدينة ومكة والطائف من سنة 86هـ إلى 93هـ، ثم قدم الشام، وبقي فيها حتى ولي الخلافة في 10/ 2/99هـ، فأصلح الله به العباد والبلاد، ثم مات مسموماً في 25/ 7/101هـ. انظر: البداية والنهاية، 9/ 92 - 96، وسير أعلام النبلاء، 5/ 122. [4] رواه أبو داود، كتاب الملاحم، باب ما يذكر في قرن المائة، 4/ 109، (رقم 4291)، والحاكم، 4/ 522، وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة، 2/ 150، برقم 599.
نام کتاب : مواقف التابعين وأتباعهم في الدعوة إلى الله تعالى نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف جلد : 1 صفحه : 11